دور الاحتلال في انتشار الأمية في فلسطين

دور الاحتلال في انتشار الأمية في فلسطين

تشكل الأمية في المجتمع ظاهرة خطيرة تقف حائلاً أمام التقدم وإحداث عملية التغيير في المجتمع نحو الأفضل كما أن استمرارها وزيادتها يشكلان استمراراً لإعاقة عملية التغير وبلوغ الأهداف وبالتالي فإن انتشارها كظاهرة خطيرة يعبر عن واقع المعاناة الذي عانت ولا زالت تعاني منه جماهير شعبنا التي تناضل من أجل بلوغ أهدافها في التحرر والاستقلال والتقدم وبالتالي يجب التصدي لمعالجة مشكلة الأمية وتسرب الأطفال من المدارس ، لأن الاهتمام بالعملية التعليمية التعلمية يعتبر اللبنة الأساسية والضرورية لبناء الإنسان الفلسطيني الواعي الراغب في تنمية قدراته وبناء مجتمعة .
ولما كانت الأمية متفشية بشكل أو بأخر في مجتمعنا وجب التركيز والاهتمام
لمعالجة هذه الظاهرة المؤلمة بكل دقة ووضوح رؤية لما لهذه المشكلة من أبعاد سلبية وعلى كافة الأصعدة لأنها تعيق بناء الفرد وما يعكسه ذلك على بنية المجتمع الفلسطيني ككل
من هـو الأمي ؟؟
هو كل من تخطى سن العاشرة ولم يدخل مدرسة ولم يصل إلى المستوى الوظيفي في القراءة والكتابة باللغة العربية والحساب ويكون الحد الأدنى لهذا المستوى هو القدرة على
1- قراءة فقرة من صحيفة يومية بفهم وانطلاق .
2- كتابة قطعة إملاء كتابة صحيحة .
3- التعبير الكتابي عن فكرة أو أكثر تعبيراً واضحاً .
4- قراءة الأعداد وكتابتها .
5- إجراء العمليات الحسابية التي تتطلبها حياة الفرد اليومية .
هذا التحديد والتعريف للأمي هو ما أتفق عليه عربياً في مؤتمر محو الأمية وتعليم الكبار الذي عقد في الإسكندرية عـ1964ـام .
ولو دققتا النظر في هذا الإطار المحدد للأمي لوجدنا أن هذا الإنسان هو دون مستوى المشاركة والتفاعل الاجتماعي المطلوب أو المأمول وبذلك يتضح مدى ما ترسبه الأمية من تراكم عددي يعيق توازن البيئة الاجتماعية ويتضح عمق هذا في مجتمعات الدول النامية التي تحاول اللحاق بالدرجات الأولى للتطور الاجتماعي والثقافي والتكنولوجي .
إن ذلك يطرح مؤشرات يجب التوقف عندها طويلاً لدراسة هذه الظاهرة أبعادها وأسبابها في محاولة للوصول إلى وضع برامج شاملة لعلاجها بما يتناسق مع روح العصر .
ويمكن إرجاع انتشار الأمية في الدول النامية والفقيرة والتي نحن جزء منها لعدة أسباب منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية .

أهمية مكافحة الأمية :
1- قدرة المواطن على ممارسة حقوقه الوطنية والسياسية .
2- انتشار الأمية يؤدي إلى انتشار الخرافات وعدم القدرة على التفكير العلمي
3- انتشار الأمية يؤدي إلى عدم التوافق الاجتماعي داخل المجتمع .
واقع الأمية في قطاع غــزة :
بإلقاء النظر على إحصائيات برنامج محو الأمية وتعليم الكبار التابع لجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة يتضح لنا بأن الغالبية العظمي من الدارسين والدارسات تقع بين الفئات العمرية [10 – 19 ] [ 20 – 29 ] وهذا يعطي مؤشراً خطيراً لا بد من الوقوف أمامه وقفة مسئوله جادة من كافة المعنيين بالأمر من هيئات ومؤسسات رسمية وأهلية ذات العلاقة بالموضوع لأن هذه الأعمار تمثل القوى المنتجة الفاعلة في المجتمع مما ينعكس سلباً إلى حد ما على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا بدوره أدى إلى ازدياد نسبة الأمية بحوالي 14% في قطاع غزة ، حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ودور مسألة الزواج المبكر في المجتمع الفلسطيني وما لها دور في انتشار الأمية .
** برنامج محو الأمية وتعليم الكبار
في جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة **
يمكن القول أن جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة كان وما زال لها الدور البارز في معالجة مشكلة الأمية في قطاع غزة لإدراك القائمين عليها لأهمية محو الأمية حيث بدأ بتنفيذ برامجه منذ العـ1977ـام لمعالجة ظاهرة الأمية حيث فتح عدداً كبيراً من المراكز لتعليم الكبار من الذكور والإناث وكانت تجربة فريدة من نوعها بالرغم من الصعوبات والمعوقات التي واجهت المشروع في حينه إلا إنها كانت مبادرة إيجابية تستحق الاحترام والتقدير .
ويوجد الآن في قطاع غزة ( 21 ) مركزاً لمحو الأمية . وسوف يتوسع الهلال الأحمر في المشروع لفتح مراكز جديدة حسب الخطة الموضوعة حيث أن القائمين على جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة وبرنامج محو الأمية وتعليم الكبار يقدمون كل عون ومساعدة ممكنة لهذه المراكز من مشرفين متفرغين وقرطاسيه وكتب ( المنهاج ) وغيرها وأثاث بالمجان للمراكز .
مناهج تعليم الكبار
تجري الدراسة في المراكز بواقع 6 أيام في الأسبوع بواقع حصتين على مدار ساعتين على الأقل موزعة كالأتي :ـ
1- اللغة العربية 2- الرياضيات 3- التربية الدينية 4- الثقافة العامة 5-الثقافة الصحية وبشكل عام فإن تسرب الدارسين والدارسات يعتبر من أبرز المشاكل التي تعيق برامج محو الأمية والعمل فيه حيث تؤثر ظاهرة التسرب سلباً على سير العمل وتقدمه وأن معظم الدول التي تعمل في هذه البرامج تعاني بشكل واضح من ظاهرة التسرب التي تعتبر حجر عثرة في طريق تقدم هذه البرامج والتوسع فيها حيث يقبل الدارسون في بداية الأمر بشكل حماسي ملفت للنظر ومشجع ثم ما يلبث العدد في التناقص ، ويمكن إجمال أسباب التسرب في الأتي :ـ
السبب الأول : خاص بالدارسين ويعود إلى :
1-المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية . 2-عدم الوعي والثقة بالنفس .
3-نظرة البيئة المحيطة . 4-عدم تشجيع الدارسين .
السبب الثاني : خاص بالمعلم/ة ويعود إلى :
1-انخفاض مستواه الفني . 2-عدم فهمة لنفسية الكبار وكيفية التعامل معهم
3-عدم الاستقرار عند المعلم/ة . 4-ضعف المكافآت التي تمنح لهم .
السبب الثالث : خاص بالمادة التعليمية والوسائل المعينة ويعود إلى :
1-ابتعاد المنهاج عن الواقع المعاش . 2-قلة الوسائل التعليمية .
3-قلة الحوافز للدارسين .
* الصعوبات التي تعترض تقدم برامج محو الأمية :
1- ضعف الإمكانيات المادية والبشرية .
2- عدم ملائمة مناهج تعليم الكبار لواقع المجتمع الفلسطيني
3- عدم الاهتمام بالخريجين من الدارسين .
4- مشكلة تسرب الدارسين من المراكز .
5- ضآلة المكافآت والمرتبات التي تمنح للعاملين .
6- قصور الدور الإعلامي في توضيح خطورة الأمية .
7- مشكلة التخطيط .
8- عدم الاستقرار السياسي .
9- عدم استقرار المعلمين والمعلمات .
10- نقص الوعي العام لدي الجمهور بأهمية الأمية .
* متابعة الدارسين والدارسات بعد التخرج :
يمكن أن تتم بالطرق والوسائل التالية :ـ
1- عقد اجتماعات دورية للخريجين و بحث مشاكلهم وإمكانية وضع حلول لها .
2- تنظيم زيارات بيتيه .و إقامة ندوات ومعارض وإحياء مناسبات لصالح الأمية .
3- تزويد الخريجين المستمر بالنشرات والمجلات التي تصدر عن برنامج محو الأمية
4- تنمية القدرات الإبداعية الخاصة بهم ومشاركتهم في نشاطات معينة .
5- استخدام أسلوب المراسلة مع الدارسين .
نتائج :::
من خلال استعراض لواقع مشكلة الأمية في الوطن العربي ومن ضمنه فلسطين ( قطاع غزة ) وبالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها شعب غزة وسعيه لنيل حريته الكاملة وقيام دولته المستقلة فإن انتشار الأمية تمثل أحد المعوقات في مسيرة شعبنا وهي تمثل ظاهرة خطيرة يجب التصدي لها بكافة الوسائل والإمكانيات المتاحة ويتبين لنا أن نسبة الأمية في القطاع أقل بكثير من مثيلاتها في الدول العربية بالرغم من وجود معيقات ومحاولات لإعاقة المسيرة التعليمية من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
إن نسبة التعليم في المجتمع الفلسطيني مرتفعة ونسبة الأمية منخفضة وهذا يعود للأسباب الآتية .
1- إن ظروف القهر والقمع التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج دفعته للتوجه نحو التعليم كإحدى الوسائل الممكنة والمساعدة للخروج من هذا الواقع المؤلم .
2- أصبح التعليم في المجتمع الفلسطيني نوعاً من الاستثمار الاقتصادي
3- توفر فرص التعليم في بعض الدول العربية الشقيقة والصديقة .
4- زيادة التعليم بتعليم المرأة وإدراك أهميتها في المجتمع والأسرة .
5- معايشة الشعب الفلسطيني ومواكبته لروح العصر في كافة الميادين .
وفي النهاية أتقدم بالمقترحات التالية .
1- مساندة الجمعية للعمل على تطوير وتوسيع برنامج محو الأمية وتعليم الكبار .
2- توفير الدعم المالي والإعلامي للبرنامج .
3- عقد دورات تأهيلية أثناء الخدمة للمعلمين والمعلمات بشكل مكثف .
4- عقد ندوات مستمرة حول واقع الأمية .
5- النشر الإعلامي المستمر عن أهمية القضاء على الأمية .
6- تقديم الحوافز المادية والمعنوية للمعلمين والدارسين .
7- إجراء مسح شامل لمعرفة النسبة الحقيقة للأمية في المجتمع الفلسطيني .
8- وضع خطة قومية شاملة للتصدي لمشكلة الأمية .
9- ربط برنامج محو الأمية بعملية التنمية . 10 تكاتف جميع الجهود لمحاربة هذا الوباء الخطير

** مدير برنامج محو الأمية وتعليم الكبار التابع لجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة

منتديات أميرة البشر - قسم مواضيع منوعة